[u][b][color=red]واعبد ربك حتى يأتيك اليقين[/color][/b][/u]

الخطبه الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره ونستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله أي بالتزامه الصادق في كل وقت وحين بالكتاب والسنه فلا مضل له ومن يضلل أي بإعراضه عن القرآن والسنه وتذبذبه يتمسك مره وينفلت من الكتاب و أوامره و نواهيه مره فهذا متذبذب فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الإله الحق المبين والقائل ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن بل ءاتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون والقائل سبحانه أفرأيت من اتخذ إله هواه و أشهد أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمدا عبده ورسوله و مصطفاه القائل صلوات الله وسلامه عليه تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما فوالله ثم والله لسرعة إيصال الملائكه لصلاتكم وتسليمكم عليه أسرع وأسرع من لو اتصلتم بهاتف أو جوال إلى مدينته عليه الصلاة والسلام ولكن الأمر كما قال تعالى الذين يؤمنون بالغيب و إلا و الله لو أراكم الملائكه الذين يبلغونه عنكم الصلاة والسلام لما فترتم في الصلاة والتسليم عليه صلوات الله وسلامه عليه دائما وأبدا إلى يوم الدين فالسلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد و أعرض عليه صلاتنا وسلامنا وتحيتنا وسلم عليه كثيرا.....كثيرا وعلى آله وأصحابه الكرام و في مقدمتهم شيوخ المهاجرين و الأنصار أبي بكر رفيقه في الغار وعمر قامع الكفار وعثمان شهيد الدار وعلي المستغفر بالأسحار و أتباعهم بإحسان إلى ساعتنا هذه و إلى يوم غد يوم الوقوف الأكبر بين يديك يا ذا الجلال والإكرام وسلم تسليما كثيراكثيرا..

عباد الله عنوان هذه الخطبة و أعبد ربك حتى يأتيك اليقين ....نعم عباد الله إن الله جل وجلاله لم يجعل لعمل المؤمن إنقطاعا دون الموت لأن من الناس من أهمل المصحف بعد رمضان, من الناس من أهمل الصيام بعد رمضان حتى الست التى قال عنها عليه الصلاة والسلام من صام رمضان و أتبعه ست من شوال فكأنما صام الدهر كله.
من الناس من أهمل الصف الأول بعد رمضان, من الناس من أهمل المناجاة من أهمل القيام من أهمل الاستغفار بالأسحار بعد رمضان بل من الناس من أخذ يفوت ركعة أو ركعتين فضلا عن تكبيرة الإحرام بعد رمضان.

الله جل جلاله يقول في محكم القرآن الذي من تمسك به فلا يضل ولا يشقى ويعيش سعادة كبرى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها نسيها مع القنوات, نسيها مع الفضائيات, نسيها مع دشوش النار, نسيها مع الأغاني و الأفلام نسيها مع جلساء الشر والأشرار نسيها مع المجلات الخليعه و الصور العاريه و المعاكسات و الخذلان نعوذ بالله من الخذلان يقول جل وعلا في محكم القرآن و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين الذي رزقك العقل, الذي رزقك السمع, إن الله هو الرزاق الذي رزقك اللسان, الذي رزقك الدم في الأوردة والعروق الذي رزقك اليدين الذي كسا بالحم عظامك الذي أجرى أنفاسك الذي أيقظك و أنامك حتى إن السر في بطن الإنسان ذلك الختم الرباني الإلهي الذي يشهد على كل عبد و أمَه أن الله رزقه وهو في بطن أُمه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. فكيف ببعض الناس أخذه الهلع أخذه البلا وراء حبة من الأرز أو حبة من البر ناسيا أن الله قد تكفل برزقه أضاف خلفا من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و أتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا يقول جل وعلا ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون
العمل يا عباد الله ........العمل.
العلم يهتف بالعمل فإن أجابه و إلا ارتحل يقول جل وعلا و لقد نعلم أنك ليضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين *وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين سُئل بعض السلف عن أُناس يتعبدون الله في رمضان فإذا انسلخ رمضان تركوا العباده والتعبد و النسك قال بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان.
عباد الله كبروا الله من أعماق قلوبكم التي يحركها في صدوركم كبروا الله من أعماق قلوبكم و احمدوه جل جلاله ...
احمدوا من أنطق ألسنتكم بحمده, احمدوه واشكروه أن أتم صيامكم وقيامكم في زمن طغى فيه أكثر البشر وأعرضوا عن الله عز وجل و ما يؤمن أكثرهم إلا وهم مشركون *و ما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين قال تعالى ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم و لعلكم تشكرون احمدوا الله و اشكروه على نعمه التي لا تعد ولا تحصى اشكروه على نعمة الأنفاس. والله ...الله في الأنفاس فلا تضيعوا نفسا في غير طاعة الله لا تضيعوا طرفة عين في غير طاعة الله لا تضيعوا نبضة قلب في غير طاعة الله لا تضيعوا هذه الأنفاس واغتنموها فإنكم أنفاس.
الإنسان مجموعة أنفاس كلما مضى نفس مضى بعضه و الإنسان إنما هو أيام كلما مضى يوم مضى بعضه. و ما من يوم تطلع شمسه إلا والعبد يقترب من قبره مرحله و يبتعد عن دنياه فأعمل بطاعة الله وأسأله باستمرار كما أنعم عليك في بطن أمك وكما غذاك في بطن أمك و كما آنسك في بطن أمك وكما تولاك في بطن أمك أن يتولاك في بطن قبرك.
احمدوا الله جل جلاله أن شرفكم بالصيام فصمتم. احمدوا الله جل جلاله أن شرفكم بالقيام فقمتم يوم أن قام أهل الدنيا لدنياهم ويوم أن قام أهل الأسواق في أسواقهم و ضياعاتهم .
وسبحان الله ...سبحان الله .....سبحان الله إن من جلس مع السلف ومن جلس يقرأ في حال النبي صلى الله عليه وسلم وعبادته و أحواله و في عبادة الصحابه و في أحوالهم وخصوصا في رمضان ليتعجب أشد العجب من أهل هذا الزمان. كم الفرق بين باعة السلف وباعة هذه الأيام كان التجار و الباعه في عهد السلف يتوقفون تماما عن البيع والشراء في رمضان لإغتنام تجارة الآخرة لعلمهم بقول الله تعالى و الآخرة خير و أبقى و هذا الزمان على العكس تماما نسأل الله العافية و السلامة.
يتركون القيام, يتركون التلاوة, يتركون المرابطة, يتركون الإعتكاف, يتركون المساجد في الليل والنهار إلا إذا أتوا لأداء الفرائض الخمس ....لمـــاذا..؟!!
لتجارة الدنيا الفانية. بل خليت الشوارع تماما قبل صلاة المغرب كأنك تقول ليس في المدينة أحد لأجل ماذا..؟! لأجل ملء البطون,حتى إن منهم من قد يفوت تكبيرة الإحرام ويفوت ركعه أو ركعتين مع الإمام بل قد يفوت صلاة المغرب أو يصلي في بيته نسأل الله العافية والسلامة. ولم تخلا الشوارع بعد صلاة المغرب وعند صلاة العشاء والتراويح والقيام فنسأل الله الهداية للمسلمين و أن يرجعوا إلى ما كان عليه السلف الصالح الذين سبقونا بالإيمان وأمرنا الله بالدعاء لهم بقوله تعالى و الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم .
الحمد لله الذي جعل شهر رمضان شافعا بصيامه يوم القيامة, والحمد لله الذي جعل القيام سببا في ظل عرشه يوم القيامة حتى إن الله ليخفف القيام به في ذلكم اليوم... يوم الغاشية. الذي يخشع فيه الناس ويبكون دما بعد انقطاع الدموع و يتمنون أن خشعوا لله في هذه الدنيا و أن صاموا و أن قاموا ولكن هيهات هيهات وجوه يومئذ خاشعة *عاملة ناصبه يخشعون يوم القيامة. خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون هنيئا لمن قام وصام إيمانا واحتسابا, هنيئا لمن صام قلبه عن الحسد والغل والحرام, هنيئا لمن صام قلبه عن الشهوات والمغازلات والصور والهوى فإن الهوى صنم القلوب الخفي الذي لا بد أن يُحطم في الصدور كما حطم الخليل أصنامه, هنيئا لمن صامت عيناه عن مشاهدة الحرام والسهر على الحرام, هنيئا لمن صامت عيناه وحصرها على القرآن, هنيئا لمن صامت أذناه عن الأغاني والأفلام والمعاكسات ومسك السماعة حراما, هنيئا لمن صام لسانه عن الغيبة والكذب والنميمة والقيل و القال, هنيئا لمن صامت يداه عن الحرام, هنيئا لمن صامت رجلاه عن المشي إلى الحرام, هنيئا لمن صام بطنه عن الربا والرشوة والحرام, هنيئا لمن صام ظاهرا وباطنا, هنيئا لمن صامت أنفاسه, هنيئا لمن ابتعد عن الفواحش والمنكرات والآثام.
فإن أهون الصيام......احفظوا هذه الكلمه.......إن أهون الصيام الإمساك عن الطعام والشراب ومن لم يدع قول الزور والجهل والقيل والقال والفواحش والأثام والربا والرشوة والحرام والغش والنميمه والكيد والباطل والأذى فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه كما الحديث الذي جاء في صحيح البخاري بعكس الجاهلين الذين يظنون أن أعظم الصيام الإمساك عن الطعام والشراب.....كلا...كلا والله فأهون الصيام أن يمسك الصائم عن الطعام والشراب.
لا بد للعينين أن تصوما, لابد للأذنين أن تصوما, لا بد لليدين أن تصوما, لا بد للرجلين أن تصوما, لا بد للسان أن يصوم, لا بد للبطن أن يصوم, لا بد للعقل أن يصوم, لا بد للقلب الذي يحركه الله في صدرك أن يصوم.

فأهنئكم يا عباد الله . أهنئكم يا من صمتم حقا يا من صمتم صدقا. يا من صمتم إيمانا و احتسبا. أهنئكم يا من صامت منكم الأسماع والأبصار والألسن و الأيدي و البطون قبل أن يصوموا عن الطعام والشراب.
أهنئكم بصيامكم لرمضان. أهنئكم يا من صمتم رمضان حقا, أهنئكم يا من قمتم و خشعتم ودعوتم الله صدقا و أكثرتم الدعاء و الإلحاح على الله تعالى فإن الله جل وعلا يحب من يدعوه و يحب من يلح عليه في الدعاء بل إنه تعالى يؤخر الإجابه في بعض الأحيان ليكثر العباد الدعاء والإلحاح عليه تعالى في السؤال. هنيئا لكم يا من أكثرتم الدعاء فإنه والله ثم والله ما من داع يدعو الله صدقا وحقا إلا أعطاه الله بدعائه إحدى ثلاث إما أن يعطيه سؤله و إما أن يصرف عنه من الشر بمثل ما دعا و إما أن يؤخر له ثواب دعوته في يوم لا ينفع مال ولا بنون* إلا من أتى الله بقلب سليم لا تظنن أبدا أنك سترفع يديك إلى الله فتذهب سدى كلا والله...... كلا والله. و كلما أكثرت الدعاء كلما أحبك الله و كلما قرب منك و كلما تولاك بل من أكثر الدعاء في الرخاء استجاب الله له في الشدة حتى إن يونس عليه السلام لما كان في بطن الحوت و أغلقت عليه الأبواب والسبل إلا باب الواحد القهار قال وهو في الظلمات لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين* فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين و قال سبحانه فلولا أن كان المسبحين كان ممن يتعرف إلى الله في الرخاء ويكثر التسبيح في الرخاء قبل البلاء فلولا أن كان المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون.
هنيئا لكم يا من شرفكم الله بالصيام والقيام إيمانا و احتسابا, هنيئا لأهل ليلة القدر وهم الذين قاموها و تحروها في العشر الأواخر من رمضان ولم يفوتوا على أنفسهم ليلة واحدة ولا ركعة واحدة وراء حطام هذه الدنيا الفانيه. هنيئا لكم يا من أكثرتم الدعاء في ليلة القدر و في ليالي رمضان من أوله إلى أخره فالدعاء فيها مستجاب والقيام في ليلة القدر بألف شهر... كأنما قمت لله ألف شهر.....هنيئا لمن قام ساعات قليلات فكتبها الله له ألف شهر.

هنيئا لمن عرف حدود رمضان و ابتعد عن الذنوب و الآثام فقد روى ابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال.....احفظوا هذا الحديث من صام رمضان.... من صام رمضان وعرف حدوده ....عرف حدوده لم يبقى مع الدخان و الجراك والقذورات و القنوات والفضائيات و المسلسلات والأغاني والمعاكسات والمخدرات حتى إن واحد من الثقات أمسك بخمار في السحر في دورة المياه في ليل رمضان........نعوذ بالله....نعوذ بالله من حال الغافلين ..... من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ ما ينبغي أن يتحفظ كفر ما قبله وفي روايه فرض الله عليكم صيام رمضان و سننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
و إن لكل مسلم في رمضان في كل يوم وليله دعوة مستجابه. فهنيئا لمن أكثروا الدعاء خصوصا عند ساعة الإفطار وفي السجود وبين الأذان والإقامه وفي التراويح والقيام أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يأيها الذين امنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله إن الله بما تعملون خبير* ولا تكونوا كالذين نسوا الله ـ نسوا الله مع الأغاني نسوه مع القنوات نسوه مع المنكرات والآثام و الفواحش والخمور والغيبه والنميمه ـ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون* لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون جعلني الله و إياكم منهم وأقول هذا القول و استغفر الله لي ولكم فاستغفروه و ارجوه و توبوا إليه و ادعوه و استغفروه إنه هو الغفور الرحيم
كاتب المقال المشرف العام لمنتدى شبكة الصوت الاسلامي من محاضرات الشيخ أحمد الحواشي

الله يعطيك العافية

ويجزاك خير

جزاك الله خير

ونفع الله بك الإسلام والمسلمين

» [color=darkblue]اعترافات بعظمة القرآن[/color]
» [color=olive]وطني الغالي[/color]
» [color=brown]قصة وفائدة[/color]
» [color=red]لاحول ولا قوة الا بالله[/color]